العديد من الأمراض والمشاكل قد تُسبب تلف العصب البصري، كالأمراض التي تُصيب العين والدماغ والجهاز العصبي المركزي، أو التعرض لصدمة أو إصابة، أو التعرض المفرط للإشعاع، والذي بدوره قد يُسبب فقدان البصر في نهاية الأمر، فهل يمكن علاج العصب البصري؟ وكيف يمكن الوقاية من تعرضه للتلف؟[١]



علاج تلف العصب البصري

في الواقع، لا يوجد أي علاج يشفي بشكل تام من تلف العصب البصري نفسه، على عكس الأمراض الأخرى التي تصيبه، كالتهاب العصب البصري مثلًا والذي يمكن علاجه،[٢] فالعصب البصري الذي يربط بين العين والدّماغ، يتكون من ملايين الألياف العصبية الصغيرة والتي لا يُمكنها الالتئام وتجديد نفسها في حال تعرضها لأي نوع من الضرر، ويكون هذا التلف دائمًا، كما أنّ الأمراض المسببة لهذا التلف عادةً ما تكون غير قابلة للشفاء، ومن الجدير ذكره أنّ الاكتشاف المبكر لتلف العصب البصري يُعدّ أمرًا هاما، حيث يُساعد على إبطاء تطور المرض، والتحكم ببعض الأعراض، والمساعدة على الحفاظ على رؤية الشخص.[١][٣]



ما زال إلى وقتنا الحالي لا يوجد أي نوع من العلاجات، كالأدوية أو العمليات الجراحية التي تمنع موت خلايا العصب البصري، أو تمنع تدهور المرض، أو تُساعد على إعادة تجديد العصب لنفسه.




هل يساعد العلاج الجيني على علاج تلف العصب البصري؟

إن العلاج الجيني قيد التطوير السريع في مجال علاج المشاكل المتعلقة بالرؤية وفقدان البصر، فقد استخدام العلماء العلاج الجيني من أجل تجديد الألياف البصرية التالفة لتطوير علاجات جديدة لزرق العين (Glaucoma)، والذي يعدّ من الأسباب الرئيسية لفقدان البصر في العالم، وحسب دراسة نشرتها مجلة (Nature Communications)، فإنّ العلماء قد ساهموا في تطوير آلية التحفيز الجيني لتجديد الخلايا العصبية، وبالتالي منعها من الموت بعد تعرضها لإصابة معينة، وذلك من خلال إنتاج بروتين بروترودين (Protrudin)، إلّا أنّه ما زال هناك الحاجة لمزيد من الأبحاث والدراسات لتطوير هذه العلاجات لتصبح فعالة لدى الإنسان.[٤][٥]


كيف يمكن الحد من تلف العصب البصري؟

يُمكن الحد من تلف العصب البصري من خلال علاج الأمراض المسببة لتلفه، وفيما يأتي أبرز هذه الأمراض وكيفية علاجها:

  • زرق العين: إذ يهدف علاج زرق العين بشكل أساسي إلى التقليل من الضغط داخل العين لحماية العصب البصري ومنع تعرضه للمزيد من التلف، والتقليل من احتمالية فقدان البصر،[٥] إذ تتوفر العديد من الخيارات العلاجية له، وعادةً ما يبدأ الطبيب باستخدام قطرات العيون، والحبوب الفموية، وفي حال عدم نجاحها في التقليل من ضغط العين، فقد يوصي الطبيب بعلاج الليزر، إذ يعمل الليزر على فتح مجرى في العين لمساعدة السوائل المتراكمة والتي تسبب ضغط العين على التدفق إلى خارج العينين.[٦]
  • استسقاء الدماغ: (Hydrocephalus) إذ يهدف علاج استسقاء الرأس إلى التقليل من السوائل المتراكمة حول الدّماغ والحبل الشوكي، لمنع الضغط على العصب البصري وفقدان البصر، وعادةً تُعالج هذه المشكلة من خلال البحث عن السبب الرئيسي لحدوثه وعلاجه ومنع تطوره، ويكون ذلك غالبا عبر إدخال أنبوب لتصريف السوائل المتراكمة في الدماغ.[٢][٧]
  • التهاب العصب البصري: (Optic Neuritis)، يُمكن استخدام العديد من العلاجات التي تسبب التهاب وتورم العصب البصري، مثل استخدام أدوية الكورتيزون لمنع تدهور الحالة، ويختلف ذلك بحسب المرض المسبب للالتهاب، مثل زرقة العين، أو التصلب اللويحي المتعدد (Multiple Sclerosis).[٨][٢]


نصائح عامّة للحد من تلف العصب البصري

فيما يأتي أبرز النصائح العامة للحد من تلف العصب البصري:

  • الإقلاع عن التدخين: فالتدخين يزيد من خطر الإصابة بأمراض العين، مثل تلف العصب البصري، أو مرض الساد (Cataracts)، أو التنكس البقعي (Macular Degeneration)، والعديد من الأمراض الأخرى.[٩]
  • زيارة طبيب العيون بانتظام: فالكبار والصغار بحاجة إلى فحص العين بانتظام، لحماية البصر وإتاحة الرؤية للشخص بشكلٍ أفضل، كما أنّ فحوصات العين الدورية تُساعد في الكشف عن العديد من الامراض التي لا قد لا تسبب ظهور أعراض في بادئ الأمر، مثل زرقة العين.[٩]
  • تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة (Antioxidant)، ويُذكر منها:[١٠]
  • التوت: تناول فاكهة التوت أو مستخلصاتها المركزة الموجودة في المكملات الغذائية، يُساعد في علاج العديد من الأمراض المتعلقة بالدورة الدموية، وشبكية العين، والجلوكوما، وذلك لاحتوائها على مركب الأنثوسيانين (Anthocyanins) الذي يمتلك تأثيرًا مضادًا للالتهاب والأكسدة.
  • الكشمش الأسود: فهو يحتوي على الأنثوسيانين الذي يحمي شبكية العين، كما ويُثبّط العديد من التفاعلات الكيميائية التي قد تُسبب الالتهاب في مراحله المبكرة، وتُقلل من احتمالية موت خلايا الشبكية المبكر.
  • بذور العنب: يحتوي على مركبات تحمي الخلايا البصرية وخصوصًا تلك الموجود في عقدة الشبكية.
  • الزعفران: يمتلك خصائص مضادة للأكسدة، كما توجد بعض الدراسات تُفيد أنه يُمكن لتناوله أن يُقلل من ارتفاع ضغط العين.



ينصح بتناول بعض الفيتامينات، مثل فيتامين ب 3، والأوميغا 3، فيتامين C، والزنك، لما لها من تأثر جيد على صحة العين والخلايا العصبية.




للمزيد من المعلومات اقرأ المقال التالي: طرق تقوية العصب البصري

المراجع

  1. ^ أ ب Usman Malik (6/8/2020), "Can Optic Nerve Damage be Treated?", irisvision, Retrieved 10/12/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Optic Nerve Damage (non-hereditary)", naturaleyecare, Retrieved 10/12/2021. Edited.
  3. "Regenerating the Optic Nerve", eyeandear, Retrieved 10/12/2021. Edited.
  4. "Scientists use gene therapy to regenerate damaged optic nerve fibers", news-medical, 5/11/2020, Retrieved 10/12/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Striving to strengthen the optic nerve", cera, 28/2/2020, Retrieved 10/12/2021. Edited.
  6. "Glaucoma", familydoctor, 9/2020, Retrieved 10/12/2021. Edited.
  7. "Hydrocephalus", mayoclinic, Retrieved 30/12/2021. Edited.
  8. Usman Malik, "Optic Nerve Damage: Accompanying Eye Diseases & Eye Conditions", irisvision, Retrieved 24/12/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "How to Keep Your Eyes Healthy", webmd, 29/5/2020, Retrieved 24/12/2021. Edited.
  10. "The Best Natural Ingredients to Help Protect your Optic Nerve", learn.eyecheck, Retrieved 25/12/2021. Edited.