علاج التهاب العصب البصري

يدلُّ الفقدان المؤقّت للرُّؤية في عينٍ واحدةٍ والشُّعور بألمٍ عند تحريك العين على الإصابة بالتهاب العصب البصري، والّذي غالبًا ما يكون مرافقًا لأمراضٍ أخرى، مثل التصلُّب المتعدّد أو أمراض المناعة الذاتيّة مثل مرض الذئبة،^[١] وعادةً ما يكون التهاب العصب البصري مؤقتاً مع إمكانية شفاؤه بطرقٍ مختلفة.^[٢]

علاج التهاب العصب البصري

في معظم الحالات قد لا يحتاج التهاب العصب البصري أيّ علاجٍ، إذ أنّ الأعراض تختفي من تلقاء نفسها خلال بضعة أسابيع، أمّا في الحالات الّتي يكون التهاب العصب البصري ناتجًا عن أمراضٍ أخرى فقد يوصي الطّبيب بتناول بعض الأدوية الستيرويديّة لفترةٍ قصيرة، كما يُمكن أن يحتاج المريض إلى تناول الأدوية الّتي تُعالج الحالة المرضية الّتي تسبّبت في حدوث الالتهاب، لكن يجدر الذكر أنه في بعض الأحيان قد لا تنجح الأدوية الستيرويديّة في علاج التهاب العصب البصري، لذا يلجأ الطبيب إلى استخدام العلاج بتبادل البلازما، إلا أنه لا لسوء الحظ لا يوجد دراساتٍ كافيةٍ تؤكّد على فعاليّة علاج تبادل البلازما لعلاج التهاب العصب البصري إلى الآن، فيما يلي توضيحٌ مفصّلٌ لطرُق العلاج هذه.^[٣][٤]

الأدوية الستيرويدية

قد يُساعد استخدام الأدوية الستيرويديّة على تسريع شفاء العصب البصري، ولكنّه لا يؤثِّر على مدى نجاح عمليّة الشفاء، وعادةً ما تُعطى هذه الأدوية عبر الوريد لمدّة ثلاثة أيام تليها بعد ذلك دورة قصيرة من الستيرويدات التي تؤخذ عبر الفم، وقد ثبُت أنّ استخدام دواء ميثيل بريدنيزولون (أحد الأدوية الستيرويدية) يساهم في استعادة الرؤية لمرضى التهاب العصب البصري، لكن تجدر الإشارة إلى أنّ استخدام الستيرويدات لفترةٍ طويلةٍ قد يسبّب العديد من الآثار الجانبيّة، مثل زيادة وزن الجسم، وبعض مشاكل العظام، وزيادة نسبة السُّكر في الدم، لذلك يقتصر الأطباء على استخدامها لفترة قصيرة في العادة.^[٥][٦]

العلاج بتبادل البلازما وفيتامين ب 12

يمكن استخدام وسائل أخرى لعلاج حالاتٍ خاصةٍ من التهاب العصب البصري، في ما يلي توضيحٌ لذلك:^[٧][٨]

• تبادل البلازما: حيث يلجأ الأطباء إلى استخدام هذا النّوع من العلاج عندما يعاني المريض من أعراضٍ شديدة، أو إن كان المريض لا يستجيب للعلاج بالستيرويدات أو غيرُ قادرٍ على استخدامها، كما يُعتبر هذا العلاج من العلاجات المكلفة، ويتمُّ عن طريق توصيل المُصاب بجهازٍ ما يعمل على تنقية الدم من بعض البروتينات المسببة للحالة المرضية، وتستمر العملية لمدة 2-1 ساعة تقريباً، ومن الجدير بالذّكر أنّ فعالية استخدامه لعلاج التهاب العصب البصري غير مؤكّدةٍ للآن، ولكن قد يلجأ الأطباء إلى استخدامه للعلاج طويل المدى في حالاتٍ معينة.
• حقن فيتامين ب 12: يعتقد بعض الأطباء أنّ التهاب العصب البصري قد يحدث نتيجة حدوث نقصٍ في فيتامين ب 12، لذا قد يتمُّ اللُّجوء إلى إعطاء المريض حقنِ ب 12 في الحالات النّادرة فقط.

ما هي فترة الشّفاء من التهاب العصب البصري؟

يحتاج فقدان الرُّؤية النّاتج عن التهاب العصب البصري إلى فترةٍ حتّى يعود البصر إلى طبيعته، إذ أنّ حوالي 95% من الأشخاص يستعيدون رؤيتهم في غضون ستة أشهرٍ من بداية الإصابة، ولكن في البداية قد يستمر تفاقم فقدان الرؤية حوالي سبعة أيام، ثم يستقرُّ عند مستوى معيّن لمدّة ثلاثة إلى ثمانية أسابيع، ومن ثمّ يبدأ التحسُّن التدريجي في الرؤية.^[٨]

هل يمكن أن تتكرر الإصابة بالتهاب العصب البصري مرّةً أخرى؟

لا يمكن التنبُّؤ باحتماليّة تكرار الإصابة بالتهاب العصب البصري، إذ يمكن أن يُصاب الشخص مرّةً أخرى بالتهاب العصب البصري في نفس العين أو في العين الأخرى، ولكن تبعًا للإحصائيّات، فإنّ 65% من الأشخاص الّذين أصيبوا بالتهاب العصب البصري لم يتعرّضوا لأيّ نوباتٍ أخرى في غضون 10 سنوات، وحوالي 28% أصيبوا بنوبةٍ أخرى في غضون خمس سنوات، و35% منهم أصيبوا بنوبةٍ أخرى في غضون 10 سنوات، لذا إن كنت قد أُصبت بالتهاب العصب البصري سابقًا فيجب متابعة الأمر من قبل طبيب العيون، فقد يُساعد معرفة التّاريخ الطبي الخاص بك، والسبب السّابق للإصابة على توقُّع مدى احتماليّة تكرار الإصابة مرةً أخرى.^[٩]

التهاب العصب البصري ومرض التصلب المتعدد

يعتمدُ احتمال الإصابة بالتصلُّب المتعدّد -وما يعرف اختصارًا بال MS- بعد الإصابة بالتهاب العصب البصري على عدّة أمورٍ، منها الأعراض الأوليّة الّتي تظهر على المريض، وعلى وجود أيّ تغيُّراتٍ التهابيّةٍ في فحص الدماغ، والّذي يظهر عادةً أثناء إجراء صورة الرّنين المغناطيسي، ويعود السّبب في الشك بالإصابة بالتصلُّب المتعدّد إلى تشابه هذين المرضين في كونهما ناتجين عن وجود اضطّراباتٍ في الجهاز المناعي، ممّا يؤدّي إلى قيامه بمهاجمة غطاء الميالين للأعصاب.^[١٠]