عصب العين والماء الزرقاء (الجلوكوما)

عِند الإصابة بالماء الزّرقاء أو ما تُسمّى بالجلوكوما (Glaucoma)، فإنّ العصب البصري يتضرّر، ولكن كيف يحدُث ذلك؟ وما هو السّبب؟^[١]

كيف تؤثر الماء الزرقاء في عصب العين؟

تؤثر الماء الزرقاء في عصب العين المسؤول عن الرّؤية من خِلال زيادة ضغط العين عن مُستواه الطّبيعي، إذ إنّ زيادة الضغط في العين يُلحِق الضّرر في العصب البصري المسؤول عن الرّؤية، ومع زيادة الضغط وتفاقُم حالة العصب البصري، قد تُؤدي الماء الزرقاء إلى فقدان البصر بشكلٍ دائم خلال بضع سنوات.^[١]

ماذا يحدث لعصب العين عند الإصابة بالماء الزرقاء؟

عند الإصابة بالماء الزرقاء، يزداد الضغط داخل العين، أو يقلّ تدفق الدّم إلى العصب البصري، الأمر الذي يُسبب موت الألياف العصبية المكونة للعصب البصري، وللتّوضيح أكثر؛ في الوَضع الطّبيعي يتكون العصب البصري من ملايين الألياف العصبية الشبكية، والذي يخرج من العين باتجاه الدّماغ عن طريق القرص البصري (Optic Disc) الذي يقع في الجزء الخلفي من العين، ويحتوي القرص البصري في مركزه على هيكل يُدعى بالكأس، والذي يكون حجمه صغيراً جدًا مقارنةً بالقرص البصري بأكمله، ولكن عند الإصابة بالماء الزّرقاء يزيد حجم الكأس مقارنة بالقرص البصري، ومع تقدم المرض، يزداد حجم الكأس أكثر وأكثر.^[٢]

لماذا يتضرّر عصب العين عند الإصابة بالماء الزرقاء؟

لأنّ ضغط العين يزداد، ففي الحالات الطبيعية، تُفرز العين سائلًا مائيًا يُدعى بالخلط المائي (Aqueous Humor)، والذي يدخل منها ويخرج منها ليُحافظ على ضغط العين، إلّا أنّ الأشخاص المصابين بالماء الزرقاء وخصوصًا مع التقدم في العمر، تُصبح أعينهم غير قادرة على تصريف هذه السوائل بشكل صحيح، مما يُسبب تراكم السوائل في العين، وبالتالي زيادة الضغط داخلها، ومع مرور الوقت وزيادة الضغط داخل العين، قد يتضرّر العصب البصري،^[٣] ومن جِهةٍ أُخرى، بعض مصابي الماء الزرقاء قد يكون ضغط العين لديهم طبيعيًا، ولكن يتضرّر العصب البصري لديهم بسبب زيادة حساسية العصب البصري لأي ضغط موجود، كما قد يتضرّر العصب البصري أيضًا نتيجة لوجود مشاكل تتعلّق بتدفّق الدّم في العين الناتج عن الإصابة بالماء الزرقاء.^[٣]

أنواع الماء الزرقاء وأعراضها

للماء الزرقاء أنواعًا عديدة ومختلفة، ولكن تُعد الجلوكوما الأوليّة مفتوحة الزاوية (POAG) من أكثر الأنواع شيوعًا، إذ تُشكل ما يُقارب 90% من الحالات، وفي بداية هذه المشكلة الصحية لا تكون هناك أي أعراض واضحة، إذ يتطور المرض بشكل بطيء، ويبدأ بتدمير الرؤية تدريجيًا، إذ يكون فقدان الرؤية في بداية الأمر غير ملاحظ من قِبَل المصاب، إلى أن يحدث ضررًا كبيرًا في العصب البصري.^[٤]

أما بالنسبة للنّوع الثاني الذي يُسمّى بالجلوكوما الحادّة منغلقة الزاوية، فهي حالة طبية طارئة تستدعي العلاج الفوري إذ تُسبب ألمًا شديدًا في العين، يُصاحبه غثيان، وتقيؤ، وصداع، وعيون دامعة، وتشوش الرؤية المفاجئ، ورؤية هالات سوداء حول الضوء.^[٤]