متلازمة الشد الزجاجي الشبكي

ما هي متلازمة الشد الزجاجي الشبكي؟

إنّ متلازمة الشد الزجاجي الشبكي هي انسحاب الجسم الزجاجي من العين، وهذا يؤدي إلى حدوث تشوه في شكل العين الطبيعي، ويمثل الجسم الزجاجي المادة الشفافة الشبيهة بالهلام، والتي تكون داخل العين، وتعد مسؤولة عن الرؤية المركزية التفصيلية، وحدوث شد لها أو انسحابها لا يرافقه الألم، ولكن يؤدي إلى تشوش الرؤية، وربما تغير شكل الخطوط المستقيمة إلى منحنية أو متموجة، ولا تعدّ هذه المتلازمة من الحالات الشائعة، إذ إنها تحدث في حوالي 1 من 4400 شخص فقط.^[١][٢]

يجدر العلم أنّ الجسم الزجاجي في الوضع الطبيعي يرتبط ارتباطا وثيقًا بشبكية العين بواسطة ملايين الألياف المجهرية، وانفصاله أو انسحابه من مكانه الطبيعي يعني إلحاق الضرر بالعين.^[٣]

أعراض متلازمة الشد الزجاجي الشبكي

هناك العديد من الأعراض التي ترافق متلازمة الشد الزجاجي الشبكي، علما بأن بعضها يكون خفيفًا، ويتطور ببطء، والبعض الآخر قد يصبح شديدًا ويحمل مضاعفات خطيرة على البصر إن ترك دون علاج، ومن الأعراض نذكر التالي:^[٤]

• انخفاض حدة الرؤية.
• الإصابة بترائي الومضات: ويعني رؤية ومضات من الضوء في العين.
• الإصابة برؤية تصغيرية: ويعني رؤية الأجسام أصغر من حجمها الفعلي.
• حدوث تشوه المرئيات: ويعني تغير الخطوط المستقيمة لتبدو مموجة أو فارغة.

أسباب متلازمة الشد الزجاجي الشبكي

عادة ما يرتبط الجسم الزجاجي بشبكية العين بشدة عند الولادة، وقد يحدث ما يسمى انفصال الجسم الزجاجي الخلفي مع التقدم في السن، وهذا ما ينطوي على انفصال الجسم الزجاجي عن الشبكية، وقد يبقى بعض الهلام من الجسم الزجاجي ملتصقا ويسبب متلازمة الشد الزجاجي الشبكي، وترك هذه المشكلة دون علاج يؤدي إلى مضاعفات أكثر خطورة على البصر، مثل فقدان الرؤية.^[٥]

عوامل الخطر

هناك العديد من العوامل التي يزيد وجودها من فرصة الإصابة بمتلازمة الشد الزجاجي الشبكي، ومنها ما يلي:^[٤][٣]

• التقدم في السن: إذ إنّها أكثر شيوعا في كبار السن.
• الجنس الأنثوي: تصاب النساء بشكل أكبر بهذه المتلازمة، إذ إنّ انخفاض مستويات هرمون الإستروجين بعد انقطاع الطمث له دور في إسالة الجسم الزجاجي.
• قصر النظر الشديد.
• الوذمة البقعية السكرية: وهي تراكم السائل الزائد في منطقة بقعة العين التي تقع في مركز الشبكية، ويكون من مضاعفات الإصابة بالسكري.
• انسداد الوريد الشبكي.

كيف يتم تشخيص متلازمة الشد الزجاجي الشبكي؟

هناك العديد من الفحوصات التي يوصي بها الطبيب بعد السؤال عن الأعراض التي يعاني منها المريض:^[٢]

• التصوير المقطعي للتماسك البصري: ينطوي هذا الفحص على إنتاج صور لكل طبقة من طبقات شبكية العين باستخدام الموجات فوق الصوتية، ويكون بهدف توضيح مقدار تأثر البقعة في العين، لتشخيص متلازمة الشد الزجاجي الشبكي وعلاجها.
• تصوير الأوعية بالفلوريسين: وهو من الفحوصات التي تتضمن إعطاء الطبيب فكرة عن الدورة الدموية في شبكية العين، وتساعد على العثور على أي تورم.
• تصوير بالموجات فوق الصوتية: يساعد هذا الفحص على توضيح أفضل لنقطة الالتصاق بين الجسم الزجاجي والبقعة.^[٣]

هل يمكن لمتلازمة الشد الزجاجي الشبكي أن تعالج من تلقاء نفسها؟

نعم، في بعض الحالات قد تتعالج هذه المتلازمة من تلقاء نفسها، ويستغرق هذا ما يقارب 18 شهر، ويبلغ عدد الحالات التي يحدث معها هذا ما يقارب 10-30%، علمًا أن التصاق الجسم الزجاجي بمركز البقعة لو دور في هذا، إذ إنها كلما كانت منطقة الالتصاق أصغر زادت فرصة علاجه من تلقاء نفسها.^[٦]

كيف يتم علاج متلازمة الشد الزجاجي الشبكي؟

ليس هناك من داع للعلاج إن كانت متلازمة الشد الزجاجي الشبكي خفيفة ولا تؤثر في الرؤية، ولكن هذا لا ينفي ضرورة إجرء مراجعة سنوية لمراقبة تقدم المشكلة، والتحقق من عدم وجود مضاعفات، ومن الخيارات العلاجية التي قد يوصي بها الطبيب ما يلي:^[٧][١]

• استئصال الزجاجية: ويعني إزالة الجسم الزجاجي من العين بإجراء جراحي، يهدف إلى شد البقعة، ويكون المريض فيها تحت التخدير الموضعي، وعادة ما تتحسن الرؤية بعد هذا الإجراء بنسبة ما يقارب 90% من الحالات، كما قد يوصي الطبيب باستخدام قطرة للعين لمدة شهر، ويمكن العودة للأنشطة المعتادة بعد الجراحة.
• العلاج بالحقن: يمكن استخدام حقنة تحتوي على مادة دوائية، وتكمن أهمية هذا العلاج في قدرته على إذابة الالتصاق بين الجسم الزجاجي والبقعة.

الوقاية من متلازمة الشد الزجاجي الشبكي

في الحقيقة ليس هناك من طريقة محددة تساعد على الوقاية من هذا المرض، ولكن يمكن لجراحة استئصال الزجاجية المبكرة أن تمنع حدوث مضاعفات أو تغيرات كبيرة في المنطقة البقعية المركزية، ويوصى بهذا في حال وجد الطبيب أنّ الإجراء مناسب للمريض بحيث يفيد نظره أكثر ما قد يكون له مضار، إذ إنّ عملية استئصال الزجاجية تنطوي على بعض المضاعفات.^[٨]