قد تبدو الجلوكوما (زَرَق العين) من مشاكل العين المنتشرة التي تؤرق الكثير من حولنا، وربما تحول دون ممارسة الحياة بصورة طبيعية، فما هي أسبابها؟ وهل يمكن الوقاية منها؟


سبب الجلوكوما

لا يعلم الأطباء المختصون ما هو السبب وراء الإصابة بالجلوكوما إلى وقتنا الراهن؛ إلا أن غالبية الأشخاص المصابين بالجلوكوما يعانون من ارتفاع في ضغط العين ناتج عن تراكم السوائل داخلها،[١] ويعود سبب تراكم هذه السوائل إلى ضعف قدرة القنوات على تصريفها بالشكل المناسب أو نتيجة زيادة إنتاج السوائل عن الحد الطبيعي، وهذا بدوره قد يسبب تضرر العصب البصري الذي يربط العين في الدماغ، مما يُسبب مرض الجلوكوما.[٢][٣]


يجدر الذكر أنه في بعض الحالات القليلة قد لا تكون الجلوكوما ناجمة عن ارتفاع ضغط العين، فقد تحدث بسبب انخفاض تدفق الدم إلى العصب البصري عند بعض الأشخاص، أو نتيجة ارتفاع ضغط الدم الشرياني الذي يسبب تتضرر في العصب البصري.[٤]




يمكن أن يساعد استخدام الأدوية العلاجية على التقليل من ضغط العين، وتخفيف تفاقم الجلوكوما للأسوأ.




هل مرض الجلوكوما وراثي؟

نعم في بعض الحالات قد تنتقل الجلوكوما من الآباء للأبناء، إذ إنه نلاحظ انتشار إصابة الأشخاص بالجلوكوما في نفس العائلة، وقد تمكن العلماء من تحديد الجينات المرتبطة بارتفاع ضغط العين وتتضرر العصب البصري عند بعض الأشخاص المصابين بالجلوكوما، وفي دراسة حديثة تم الوصول إلى وجود عدد من التغيرات الجينية في الحمض النووي يرتبط كل منها في إحداث تغيير بسيطة في مستويات ضغط العين، الأمر الذي يمكن أن يساعد في التنبؤ باحتمالية إصابة بعض الأشخاص بالجلوكوما بنسبة دقة تصل إلى 75%.[٥][٦]


ما هي أنواع الجلوكوما؟

يمكن تقسيم الجلوكوما لعدّة أنواع تبعًا للسبب المؤدي لها، وهذا يشمل التالي:

  • جلوكوما مفتوحة الزاوية: (Open-angle glaucoma)؛ وهو أكثر أنواع الجلوكوما شيوعًا، يُعرف أيضًا بالزرق واسع الزاوية؛ حيث تبدو بنية الشبكة التربيقية للعين (المهمة في تصريف سوائل العين) مقفلة بشكل جزئي على الرغم من بقاء زاوية تصريف السوائل في العين مفتوحة؛ وهذا يُسبب مشكلة بتدفق السوائل إلى خارج العين؛ وبالتالي ارتفاع تدريجي في ضغط العين.[٧][٥]
  • جلوكوما مغلقة الزاوية: (Angle-closure glaucoma)؛ وهو النوع الأكثر انتشارًا في قارة آسيا؛ حيث يحدث تضيق في زواية تصريف السوائل بين قزحية العين والقرنية؛ مما قد يُسبب تراكم مفاجئ لسوائل العين وبالتالي ارتفاع مفاجئ لضغط العين أيضًا، قد ترتبط هذه الحالة بمشاكل طول النظر وإعتام عدسة العين (ضبابية العدسة داخل العين).[٧]
  • جلوكوما الضغط المنخفض أو الضغط الطبيعي: (Low-tension or normal-tension glaucoma)؛ وهو أحد أنواع الجلوكوما التي تُسبب ضرر العصب البصري دون أن يتجاوز ضغط العين حدّه الطبيعي، ومن غير المعروف ما هو السبب وراء هذه الحالة، فقد يكون الصعب البصري ذاته حساس، أو قد ينخفض معدل تدفق الدم لتغذية العصب البصري بسبب تراكم الترسبات الدهنية في الشرايين (تصلب الشرايين) على سبيل المثال.[٨][٩]
  • الجلوكوما الخُلُقية: يمكن أن تظهر أعراض الجلوكوما عند ولادة الطفل، وهذا نتيجة عدم تشكُّل قنوات تصريف العين لديهم بشكل صحيح منذ أن كانو في أرحام أمهاتهم، يمكن أن يلاحظ الطبيب أعراض الجلوكوما لدى الطفل عند الولادة، أو قد تصبح العلامات ملحوظة أثناء فترة الطفولة فيما بعد.[١٠]
  • الجلوكوما الصباغية: (Pigmentary glaucoma)؛ وهو أحد أشكال الجلوكوما مفتوحة الزاوية، يتطور عادةً خلال مرحلة البلوغ المبكرة أو المتوسطة، ويتضمن تغييرات في الخلايا الصبغية التي تعطي لونًا للقزحية؛ إذ تتراكم حبيبات صبغية من قزحية العين في قنوات التصريف، الأمر الذي يسبب إبطاء أو منع خروج السائل من العين.[١١]


من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالجلوكوما؟

قد يرتفع خطر الإصابة بمرض الجلوكوما عند بعض الأشخاص، مثل:[١٢]

  • ممن تجاوز عمرهم الأربعين عامًا.
  • وجود فرد من أفراد العائلة مصاب بالجلوكوما.
  • أن يكون الشخص أفريقي أو إسباني أو آسيوي الأصل.
  • الأشخاص الذين يعانون بالفعل من ارتفاع في ضغط العين.
  • الأشخاص الذين يعانون من مشكلة قصر النظر أو طول النظر.
  • ممن تعرض لإصابة في العين.
  • استخدام أدوية الكورتيزون لفترات زمنية طويلة.
  • أن يكون لدى الشخص قرنية سمكها رقيق عند مركزها.
  • الأشخاص الذين يعانون من ترقق العصب البصري.
  • الأشخاص المصابون بأمراض صحية أُخرى، كارتفاع ضغط الدم، الشقيقة (الصداع النصفي)، ضعف الدورة الدموية أو أي مشاكل أُخرى تؤثر على الصحة الجسدية ككل.




تحدث مع طبيب عيون حول مخاطر إصابتك بالجلوكوما، فإذا كان لديك أكثر من عامل خطر واحد فقد تكون أكثر عُرضة للإصابة بالجلوكوما.




هل يمكنني الوقاية من الإصابة بالجلوكوما؟

لا يوجد أسلوب وقائي معين يمنع الإصابة بالجلوكوما، ولكن التشخيص والعلاج المبكرين يمكن أن يحسنا فرصة منع فقدان البصر بعد ذلك،[١١] ويمكن أن تساعدك خطوات الرعاية الذاتية التالية في اكتشاف الجلوكوما في مراحلها المبكرة، مما يقلل من خطر الإصابة بفقدان البصر على المدى البعيد للمرض:

  • التزم بإجراء فحوصات روتينية للعين؛ حيث توصي الأكاديمية الأمريكية لطب العيون بإجراء فحص شامل للعين قبل سن 40 في حال وجود مرض السكري أو ضغط الدم أو تاريخ عائلي من الإصابة بالجلوكوما، أو عند وصول سن ال40 في حال عدم وجود ما سبق، وكل 2-1 سنة بعد عمر 65 عاماً.[١٣]
  • يمكن أن تساعدك ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة في الوقاية من الجلوكوما عن طريق تقليل ضغط العين.[١٤]
  • التزم باستخدام قطرات العين الموصوفة بانتظام حسب إرشادات الطبيب حتى لو لم تكن تعاني من أعراض حالية؛ فارتفاع ضغط العين المستمر يمكن أن يُسبب حدوث الجلوكوما.[١٤]
  • ارتدِ نظارات أو عدسات واقية للعين.[١٤]

المراجع

  1. ↑ "Glaucoma", nei, 10/9/2021, Retrieved 8/12/2021. Edited.
  2. ↑ Troy Bedinghaus, OD (17/2/2020), "An Overview of Glaucoma", verywellhealth, Retrieved 8/12/2021. Edited.
  3. ↑ "Glaucoma", nhs, 26/2/2021, Retrieved 8/12/2021. Edited.
  4. ↑ Sara Altshul (30/11/2020), "What Is Glaucoma? Symptoms, Causes, Diagnosis, Treatment, and Prevention", everydayhealth, Retrieved 8/12/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Glaucoma", mayoclinic, 23/10/2020, Retrieved 8/12/2021. Edited.
  6. ↑ "Glaucoma - causes, symptoms, treatment", southerncross, 7/3/2019, Retrieved 8/12/2021. Edited.
  7. ^ أ ب Whitney Seltman, OD (8/12/2020), "Glaucoma", webmd, Retrieved 8/12/2021. Edited.
  8. ↑ Mona Kaleem, M.D., "Glaucoma", hopkinsmedicine, Retrieved 8/12/2021. Edited.
  9. ↑ "Glaucoma", middlesexhealth, 23/10/2020, Retrieved 8/12/2021. Edited.
  10. ↑ "Glaucoma", my.clevelandclinic, 11/5/2020, Retrieved 8/12/2021. Edited.
  11. ^ أ ب Tim Newman (20/1/2021), "What is glaucoma?", medicalnewstoday, Retrieved 8/12/2021. Edited.
  12. ↑ Kierstan Boyd (22/9/2021), "What Is Glaucoma? Symptoms, Causes, Diagnosis, Treatment", aao, Retrieved 8/12/2021. Edited.
  13. ↑ "Eye Exam and Vision Testing Basics", aao, Retrieved 28/12/2021. Edited.
  14. ^ أ ب ت "Glaucoma", middlesexhealth, 23/10/2020, Retrieved 8/12/2021. Edited.