أهم المعلومات: القرنية المخروطية

تُعرَف القرنية (Cornea) بأنّها العدسة الخارجيّة الشفافة للعين، وتتميز القرنية بشكلها الكروي الذي تحافظ عليه شبكة الألياف البروتينية الدّقيقة المليئة بالكولاجين، فما هي القرنية المخروطية؟^[١]

ما هي القرنية المخروطية؟

يُشار إلى القرنية المخروطية (Keratoconus) بأنها أحد الاضطرابات الهيكلية التي تصيب قرنية العين، والتي تؤدي إلى تحدّبها وتمدّدها تدريجيًا نحو الخارج، فتصبح ذات شكل مخروطي، يسبب عدم وضوح الرؤية وازدياد الحساسية للضوء، وقد تتأثر بذلك إمّا عينٌ واحد أو كلاهما.^[٢]

ما هي أسباب حدوث القرنية المخروطية؟

لا يوجد سبب واضح للقرنية المخروطية حتى الآن،^[١] لكن هنالك عدّة عوامل مُحتملة تزيد فرص الإصابة بهذه الحالة ونذكر منها ما يلي:

• التاريخ العائلي: إنّ وجود شخص مُصابٍ في العائلة بالقرنية المخروطية يزيد من احتمالية الإصابة بها عند الأقارب.^[١][٢]
• العمر: فترة المراهقة هي الفترة التي يكون فيها الأشخاص أكثر عرضةً للإصابة بهذه الحالة.^[١][٢]
• الاضطرابات الخَلقية: مثل متلازمة داون ومتلازمة إهلرز- دانلوس تزيد من خطورة الإصابة بالقرنية المخروطية.^[٢][١]
• الالتهاب: فالالتهاب الناتج عن الحساسية أو الربو أو التهابات العين يمكن أن يؤدي إلى ترقق أنسجة القرنية، والتسبب بحالة القرنية المخروطية.^[١]
• فرك العين بقسوة: إنّ فرك العين بصورةٍ متكررة، ومع مرور الوقت قد يؤثر في سلامة القرنية ويُتلِفها، بالتالي حدوث مشكلة القرنية المخروطية.^[١][٢]
• التعرّض المفرط لأشعّة الشمس: يرتبط حدوث القرنية المخروطية بالتعرّض المفرط للأشعّة فوق البنفسجية الصّادرة عن أشعّة الشمس.^[٣]
• ارتداء العدسات اللاصقة: يمكن أن يكون ارتداء العدسات اللاصقة بدون استشارة الطبيب أمرًا ضارًا، وقد يسبب مشكلة العين المخروطية.^[٣]
• خللٌ في إنزيمات القرنية: الأمر الذي يهدد بتلف القرنية، فاختلال توازن الإنزيمات في القرنية يهدّد بتلف القرنية، الأمر الذي يؤدي إلى انتفاخ القرنية من الأمام وتطوّر مشكلة القرنية المخروطية.^[٣]

أعراض القرنية المخروطية

يُصاحِب حالة القرنية المخروطية عدّة أعراضٍ نذكر منها ما يلي:^[٤][٣]

• الرؤية المزدوجة للأشياء، خاصّة عند النظر من عينٍ واحدة.
• عدم رؤية الأشياء البعيدة بصورةٍ واضحة وقصر النظر.
• الرؤية الضبابية، والظّلال والهالات السوداء.
• ألم وتهيّج واحمرار في العين.
• الحساسية العين الشّديدة للأضواء السّاطعة.
• تغيّر مقاس النظارة الطّبية باستمرار، نظرًا للتغيّر السّريع في مقاس النظر.

دواعي مراجعة الطبيب

تتطوّر حالة القرنية المخروطية وتزداد سوءًا بصورة تدريجية، خاصّة إذا لم يتمّ علاجها في وقتٍ مبكّر؛ لذلك يجب مراجعة طبيب العيون المختص في إحدى الحالات التالية:^[٢][٥]

• ملاحظة تغيرات في البصر.
• تراجعٍ سريع في القدرة على الرؤية.
• عدم تحسّن القدرة على الرؤية بالرّغم من ارتداء النظارات أو العدسات التّصحيحية.

كيفية تشخيص القرنية المخروطية

لتشخيص القرنية الخروطية يقوم الطبيب في البداية بالاضطلاع على التاريخ الطبي للمريض ثم إجراء فحص للعين، وبناءً على النتيجة يقوم بطلب إجراء الفحوصات التالية:^[٤][٢]

• تصوير قرنية العين: تعتبر هذه الطّريقة هي الأكثر دقة لتشخيص القرنية المخروطية من خلال أخذ صورةٍ محوسبة وملوّنة لقرنية العين.
• فحص بالمصباح الشقي (Slit-lamp examination): يكشف هذا الفحص عن أيّة تشوّهات أو اضطرابات قد توجد في الطّبقة الخارجية أو الوسطى من قرنية العين.
• فحص سمك القرنية: يمنح هذا الفحص قياس سماكة القرنية في نقاطٍ مختلفة منها.
• فحص انكسار العين: يكشف هذا الفحص عن مشاكل الرؤية النّاتجة عن القرنية المخروطيّة.

ما علاج القرنية المخروطية؟

يعتمد علاج القرنية المخروطية على حدّة الأعراض، ومدى تضرّر القرنية،^[٦] إذ يمكن تقسيم هذه العلاجات على النحو التالي:

المراحل الخفيفة أو المتوسطة

يتمتع المرضى في المراحل الأولى من القرنية المخروطية برؤية جيّدة عند القيام بما يلي:^[٧][٨]

• استخدام النظارات أو العدسات اللاصقة بأنواعها المختلفة: والتي يلزم تغييرها باستمرار بسبب تغيّر قياس النظر مع مرور الوقت، ويمكن توضيح أنواع هذه العدسات كما يلي:
• العدسات اللاصقة اللينة؛ وهي المنفّذة للأكسجين، وبذلك تساعد على إعادة تشكيل القرنية وتقليل تشوّه الرؤية الحاصل.
• العدسات اللاصقة الصّلبة؛ وهي بنوعين إمّا منفّذة أو غير منفّذة للأكسجين، والتي قد يكون ارتداؤها مُزعِجًا.
• العدسات المركّبة؛ والتي تتميز بمركزٍ صلب، وحوافّ خارجية لينة تزيد الراحة عند ارتداءها.
• اللجوء إلى تقنية ربط القرنية بالكولاجين (CXL): هو إجراءٌ بسيط، يتمّ من خلاله تقوية روابط بروتين الكولاجين في القرنية لتصبح أكثر صلابة وتقلّ فرص انتفاخها وتورّمها، كما يقلل ذلك من تشوه القرنية المخروطية، ويتمّ ذلك بوضع الطبيب قطراتٍ من فيتامين ب2 في العين، ومن ثمّ تسليط الأشعّة فوق البنفسجية الخاصّة على القرنية لتقوية روابط الكولاجين بالقرنية.

المراحل المتقدمة

في الحالات المتقدّمة والشّديدة من القرنية المخروطية لا بدّ من التدخّل الجراحي لتصحيح الرؤية، والذي يتمثّل بما يلي:^[٨][٧]

• زراعة القرنية (Corneal transplant or keratoplasty): يتم إجراء عملية زراعة القرنية خاصّة عند تأثر الرؤية بصورة كبيرة، وتستغرق هذه العملية حوالي ساعة كاملة تتم فيها إزالة القرنية الخاصة بالمريض، وزرع القرنية السّليمة من المتبرّع بدلًا منها، وتثبيتها بغرز تذوب من تلقاء نفسها.
• زراعة شرائح داخل القرنية (Intracorneal ring segments): تتضمّن هذه الجراحة إدخال قطعتين من البلاستيك على شكل جلّ، تدعم القرنية وتحدّ من تشوّهها، ولكن سيظلّ المريض بحاجةٍ إلى استخدام العدسات اللاصقة أو النظارات بعد هذه الجراحة.

نصائح للوقاية من القرنية المخروطية

لا يمكن الوقاية من معظم حالات القرنية المخروطية، إلا أنه يمكن تقليل فرص الإصابة بها من خلال القيام بما يلي:^[٩]

• حماية العينين من الأشعّة فوق البنفسجية باستخدام النظارات الشمسية.
• التأكد من ارتداء العدسات اللاصقة المناسبة.
• الحصول على العلاج لأيّ نوعٍ من الانزعاج في العين، كالحساسية مثلاً.
• عدم فرك العينين.

هل تسبب القرنية المخروطية العمى؟

لا. لا تسبب القرنية المخروطية العمى بشكل كامل لكنّها تؤثر على وضوح الرؤية عند المريض.^[١٠]