شروط زرع القرنية

تُعتبر زراعة القرنيّة من أكثر أنواع الجراحات نجاحًا، ومع ذلك فقد لا يتمُّ اللّجوء إليها من قِبَل جميع الأشخاص المصابين بأمراضٍ في القرنية، وذلك لأنّها لا تُعدُّ خيارًا مناسبًا للجميع.^[١]

شروط زرع القرنية

كما ذكرنا سابقًا، لا تُعدُّ زراعة القرنية خيارًا مناسبًا لدى جميع الأشخاص المصابين بأمراضٍ تصيب القرنية، إذ قد يلجأ الأطباء إلى زراعة القرنية عندما تكون العلاجات الأخرى، مثل النّظارات الطبية، أو العدسات اللاصقة، أو الأدوية عاجزةً عن إيقاف تطوّر حدّة أمراض القرنية أو على حلّ المشكلة، وفي ما يلي ذكرٌ لبعض الحالات التي قد تكون مؤهلة لزراعة القرنية:^[٢][١]

• الأشخاص الّذين يعانون من القرنيّة المخروطية، أي تحوّل القرنيّة لديهم لتصبح مخروطيّة الشكل ورقيقة.
• الأشخاص الّذين يعانون من تورُّمٍ في القرنية وضعفٍ وضبابيّةٍ في الرؤية، وقد تنتج هذه الأعراض عن ضمور القرنيّة الوراثي، مثل مرض حثل فوكس (بالإنجليزيّة: Fuchs' dystrophy).
• الأشخاص الّذين تعرّضوا لصدمةٍ قوية في العين أدّت لحدوث تلفٍ في القرنيّة.
• الإصابة بعدوى معيّنة سببت بحدوث ندوب في القرنية، مثل التهاب القرنية الفيروسي أو الفطري.
• الإصابة بانحراف الأهداب ممّا يؤدّي لحدوث احتكاكٍ بين الرُّموش والقرنيّة، وظهور نُدبٍ فيها.
• الإصابة بتقرُّحاتٍ في القرنيّة.
• حدوث خدش عميق في القرنيّة.
• فشلٌ سابق في زراعة القرنيّة، مثل رفض الجسم للقرنيّة المزروعة.
• حدوث حروقٍ كيميائيّةٍ للقرنيّة.
• مضاعفات نادرة ناجمة عن الخضوع لعمليّة إزالة المياه البيضاء من العين، أو جراحة الليزك.

إجراءات ما قبل عمليّة زراعة القرنيّة

عندما يقرّرُ الطبيب ضرورة إجراء عمليّة زرعٍ للقرنيّة، من المهمّ وضع اسم المريض على قائمة انتظار زراعة القرنيّةِ المناسبة من أحد المتبرّعين، وقد تستمرُّ مدّة الانتظار من بضعة أيام إلى أسابيع متعدّدة، وبعد إيجاد القرنيّة المناسبة، يقوم الطبيب بفحصها للتأكُّد من وضوحها وخلوّها من أيّة أمراضٍ، كالتهاب الكبد والإيدز مثلًا، وذلك يكون وفق معايير صارمة، وبعد ذلك يتم سؤال المريض عن جميع الأدوية والمكمّلات الغذائيّة الّتي يتناولها، وإخباره عن الأدوية الّتي من الممكن الاستمرار في أخذها أو الّتي يحتاج إلى إيقافها قبل عملية زراعة القرنية، ومن الجدير بالذّكر أنّ بعض الحالات قد تحتاج إلى تناول بعض الأدوية لمعالجة بعض أمراض العين مثل العدوى، وذلك لأنّها من الممكن أن تقلّل من نسبة نجاح عملية الزّرع.^[٣][٤]

نجاح عملية زراعة القرنية

تعتمد المُدّة التي ستدوم بها القرنيّة الجديدة على حالة وصحّة العينين، إذ أنّ بعض القرنيّات قد تحتاج إلى الاستبدال بعد فترةٍ من الزمن؛ وذلك بسبب رفض الجسم للزرع أو بسبب وجود فشلٍ بسيط في الزّراعة، وقد تدوم بعض القرنيّات الأخرى إلى الأبد، وعلى الجانب الآخر فقد يحدث في بعض الحالات رفضٌ للزّرع بعد فترةٍ طويلة قد تصل إلى 20 عامًا، ومن الجدير بالذّكر أنّ مُدّة استمرار القرنيّة الجديدة قد تعتمد على عوامل تخصُّ المتبرّع، مثل عمر المتبرّع والحالة الصحية لأنسجة القرنيّة الجديدة.^[٥]

مخاطر عمليّة زرع القرنية

تعتبر عمليّة زراعة القرنية آمنةً نسبيًا، إلا أنّ الأمر لا يخلو من خطر حدوث بعض المضاعفات، والّتي يمكن تجنُّبها من خلال اتّباع تعليمات الطبيب قبل وبعد إجراء العملية، حيث تتضمن مضاعفات عملية زراعة القرنية ما يلي:^[١][٤]

• رفض الجسم للقرنيّة الجديدة والّذي يمكن أن يحدث في حوالي 10% من الحالات، كما ويمكن ملاحظة ذلك من خلال الشُّعور بألمٍ في العين يرافقه فقدانٌ في البصر، واحمرارٌ في العينين، وحساسيّةٌ للضوء.
• حدوث عدوى أو التهابات.
• إعتامُ عدسة العين.
• نزيفٌ في العين.
• حدوث بعض المشاكل في الرُّؤية.
• مشاكل في غرز القرنية.
• مضاعفاتٌ ناتجة عن التخدير.
• الإصابة ببعض مشاكل العينين مثل زيادة ضغط العين أو ما يعرف بالجلوكوما، والتنكس البقعي، وانفصال الشبكية.

نصائح ما بعد زراعة القرنية

عند الخضوع لعملية زراعة القرنية يجب الالتزام بما يلي:^[١][٤]

• امتنع عن السّباحة أثناء فترة التعافي.
• تجنُّب فرك العين والضغط عليها.
• تجنُّب التعرض لإصاباتٍ في العين أثناء ممارسة بعض الأنشطة العنيفة، مثل ممارسة التمارين الرياضية الخطيرة.
• ارتدِ واقي العينين لتجنُّب حدوث أيّة إصابات.
• التزم بالأدوية الموصوفة سواءً أكانت قطراتٍ أو أدويةٍ فمويّة؛ وذلك للمساعدة على تثبيط جهاز المناعة من رفض القرنية الجديدة، ومنع حدوث عدوى.
• التزم بإجراء فحوصات المتابعة الدورية.