ما هو تصليب القرنية؟

يُعرّف تصليب أو تثبيت القرنية (Corneal Cross-Linking) بأنّه إجراء طبّي علاجي خارجي طفيف التوغّل؛ بمعنى أنه يمكن للمصاب العودة إلى منزله في نفس يوم الإجراء، ويُستخدم لعلاج القرنية المخروطية (Keratoconus)؛ وهي حالة طبية تَضعُف فيها القرنية ويتغير شكلها بحيث تنتفخ إلى الخارج وتُصبح مخروطية الشكل، مما يُسبب رؤية ضبابية وأعراضًا أخرى، كما يُستخدم في بعض الأحيان لعلاج حالاتٍ أخرى تُسبب ضعفًا مشابهًا للقرنية كانتفاخ القرنية بعد جراحة الليزك، ويهدف تصليب القرنية إلى تقوية واستقرار القرنية وثباتها عن طريق إنشاء روابط جديدة بين ألياف الكولاجين داخل القرنية.[١][٢]




هُناك نوعان لتصليب القرنية، الأوّل يتطلّب إزالة النسيج الطّلائي، وهو الطبقة الخارجية الرقيقة التي تُسمى الظّهارة أو النسيج الطّلائي من القرنية وهو النّوع الأكثر شُيوعًا، والثاني تصليب القرنية دون إزالة النسيج الطّلائي، وفي هذا النوع يُترك النسيج الطّلائي الواقي للقرنية كما هو، مما يجعله إجراءً أقل توغّلاً من تصليب القرنية بإزالة النسيج الطّلائي.





التحضيرات اللازمة قبل إجراء تصليب القرنية

قبل إجراء تصليب القرنية يُجري طبيب العيون تقييمًا أوليًا للبصر وصحة العينين، بالإضافة لقياس سُمك القرنية، وتحديد ما إذا كان مُناسبًا للإجراء أم لا، وبعد ذلك يُحضّر الطبيب رسمًا تفصيليًا للقرنية استعادادًا للإجراء، كما يُقدّم مجموعة مُفصّلة من النصائح والإرشادات التي يجب اتّباعها بعناية لمساعدة المصاب على الاستعداد للإجراء، وعادةً ما يُنصح بعدم وضع أي مكياج للعيون أو عطور يوم الإجراء، بينما يُسمح بتناول الطعام والشراب ولكن يُفضل استشارة الطبيب للتأكد من ذلك، كما يُفضل وجود مرافق للمصاب لإيصاله إلى المنزل بعد الإجراء.[٣]

كيف يُجرى تصليب القرنية؟

لإجراء تصليب القرنية يتّبع طبيب العيون الخطوات التالية:[٢]

  • يستلقي المصاب على السرير، ويضع الطبيب في عينيه قطرات لتخديرهما.
  • يُزيل الطبيب أولًا الطبقة الخارجية الرقيقة من القرنية وهي النسيج الطّلائي، مما يسمح للدواء المستخدم في الإجراء بالوصول إلى عمق القرنية، ويجب ألّا تُسبب هذه الخطوة أي ألم للمصاب بسبب القطرات المخدرة.
  • توضع قطرة العين التي تحتوي على الريبوفلافين (Vitamin B2) على القرنية لمدة 30 دقيقة تقريبًا.
  • يُسلّط الطبيب شعاعًا مركّزًا من الأشعة فوق البنفسجية على القرنية عبر جهازٍ خاص لمدة 30 دقيقة تقريبًا، ويهدف هذا الضوء إلى تنشيط الريبوفلافين في القرنية، مما يُساعد على تكوين روابط جديدة بين ألياف الكولاجين في القرنية.
  • توضع ضمادة العدسات اللاصقة فوق العين لمساعدة القرنية على الشفاء، وتُترك في مكانها لمدة أسبوع تقريبًا.


ما بعد تصليب القرنية

لتسريع عملية التعافي بعد إجراء تصليب القرنية يوصي طبيب العيون المصاب باتّباع مجموعة من النصائح والتعليمات، وفيما يلي توضيحًا لها:[٤]

  • قد يشعر المصاب بعدم الراحة لبضعة أيام بعد الإجراء، لذا سيصف الطبيب دواءً مُسكنًا يؤخذ عند اللزوم.
  • يضع الطبيب عدسة لاصقة في العين المصابة لمساعدتها على الشفاء، وفي حال وقوعها يجب على المصاب إخبار الطبيب بذلك وتجنّب إعادتها من تلقاء نفسه.
  • تجنّب فرك العينين لمدة 5 أيام بعد الإجراء.
  • قد يعاني المصاب من الحساسية تجاه الضوء، لذا يمكن أن تُساعد النظارات الشمسية على إدارة هذه المشكلة.
  • إذا عانى المصاب من ألمٍ شديدٍ أو تدهور مفاجئ في البصر فيجب إخبار الطبيب على الفور.


مخاطر تصليب القرنية

كغيرها من العمليات الجراحية قد يترتب على تصليب القرنية العديد من المخاطر والمضاعفات، وفيما يلي توضيحًا لأكثرها شيوعًا:

  • تضرُّر القرنية أو النسيج الطّلائي للعين.[٤]
  • عدم وضوح الرؤية، أو الرؤية الضّبابية، أو مشاكل الرؤية الأخرى.[٤]
  • ألم أو تورم في العين.[٤]
  • التهابات القرنية المختلفة بما في ذلك:[٥]
  • التهاب القرنية المُعدي (Infectious Keratitis).
  • التهاب القرنية الهربسي (Herpetic Keratitis).
  • التهاب القرنية التّقرحي (Ulcerative Keratitis).
  • عتامة القرنية (Corneal Opacity).[٥]
  • ظهور خطوط بيضاء دقيقة في مجال الرؤية.[٥]
  • التهاب حاد في العين.[٥]


الحالات التي لا تستوجب إجراء تصليب القرنية

في الواقع لا يُعد إجراء تصليب القرنية آمنًا وممكنًا لجميع المصابين، وفيما يلي توضيحًا للحالات التي يمنع إجراء تصليب القرنية فيها:[٦]

  • إذا كانت القرنية رقيقة جدًا؛ أي أن سُمكها يقل عن 350 - 400 ميكرومتر.
  • الإصابة بحالةٍ طبيةٍ بصريةٍ نشطة إلى جانب القرنية المخروطية.
  • التهاب القرنية.
  • إذا كانت المصابة حامل.
  • حساسية العين النشطة وغير المسيطر عليها.
  • وجود نُدب في القرنية تؤثر بشكلٍ كبير في الرؤية.


أسئلة شائعة


ما المدة التي يستغرقها إجراء تصليب القرنية؟

عادةً ما يستغرق إجراء تصليب القرنية قُرابة ساعة واحدة لكل عين.[٣]


هل تصليب القرنية إجراءً مؤلمًا؟

في كثيرٍ من الحالات لا يُعد تصليب القرنية إجراءً مؤلمًا؛ وذلك لأن طبيب العيون يضع قطرات مخدرة للعين لتقليل أي إزعاج أثناء الإجراء.[٣]


ما هو معدل نجاح تصليب القرنية؟

في الواقع يُعد معدل نجاح تصليب القرنية مرتفعًا؛ إذ يصل إلى حوالي 95%، علمًا أن هذه النسبة تعتمد على نوع الإجراء وعوامل أخرى.[٣]


هل يحتاج المصاب بعد إجراء تصليب القرنية إلى زراعة القرنية في المستقبل؟

في الواقع يُقلل تصليب القرنية من الحاجة إلى زراعة القرنية في المستقبل؛ إذ إن حوالي 10% من الأشخاص الذين أجروا تصليبًا للقرنية استمرت حالتهم في التطوّر، مما جعلهم بحاجة إلى زراعة القرنية، ومن الجدير بالذكر أن عملية زراعة القرنية التي يتم إجراؤها لمصاب أجرى سابقًا تصليبًا للقرنية تُعد أكثر نجاحًا من غيرها؛ وذلك لأن تصليب القرنية يمكن أن يُعزز من القرنية، كما أنه وبدون تصليب القرنية سيحتاج ما لا يقل عن 20% من جميع الأشخاص المصابين بالقرنية المخروطية في النهاية إلى زراعة القرنية.[٧]


هل تتحسن الرؤية بعد إجراء تصليب القرنية؟

يُساعد تصليب القرنية بالدرجة الأولى على وقف تطوّر القرنية المخروطية، وعادةً ما يلاحظ معظم الأشخاص الذين أجروا تصليب القرنية أن رؤيتهم أصبحت أسوأ مما كانت عليه قبل العلاج، ويستمر ذلك لمدة 3 - 6 أسابيع، ويبدأ بعض الأشخاص في ملاحظة آثار إيجابية للرؤية بعد حوالي 4 - 8 أسابيع من الإجراء.[٧]


ما هي أعراض وعلامات القرنية المخروطية؟

كما أسلفنا الذكر يُعد تصليب القرنية إجراءً علاجيًا للقرنية المخروطية، وفيما يلي توضيحًا للأعراض والعلامات التي تُشير إلى الإصابة بهذه المشكلة:[٨]

  • تشوش طفيف في الرؤية، أو ضعف تدريجي في الرؤية لا يمكن تصحيحه بسهولة، ويُعد هذا من الأعراض المُبكرة للقرنية المخروطية.
  • الوهج وتشكّل الهالات حول الأضواء.
  • صعوبة الرؤية في الليل.
  • تهيج العين أو الصداع المصاحب لآلام العين.
  • زيادة الحساسية للضوء الساطع.
  • تدهور مفاجئ في الرؤية أو غشاوتها.

المراجع

  1. Brian S. Boxer Wachler (9/2021), "Corneal cross linking types, Symptoms and Treatment", All About Vision, Retrieved 8/10/2021. Edited.
  2. ^ أ ب Daniel Porter (17/9/2020), "Corneal Cross-Linking", American Academy of Ophthalmology , Retrieved 8/10/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Corneal Cross-Linking", NW Cornea Institute , Retrieved 8/10/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث Julie Marks (7/5/2020), "What Is Corneal Cross-Linking?", webmd, Retrieved 8/10/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Corneal Cross-Linking (Collagen Cross-Linking)", Regents of the University of Michigan, Retrieved 8/10/2021. Edited.
  6. "Corneal Crosslinking", Keratoconus Australia, Retrieved 9/10/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "CORNEAL CROSS LINKING", BOWEN EYE CLINIC, Retrieved 8/10/2021. Edited.
  8. "Keratoconus", hopkinsmedicine, Retrieved 9/10/2021. Edited.